مالذي يجرى في ربوع الاردن هذه الايام، في معظم النواحى والمجالات، سؤال يلوح على السن كثيرة، خاصة ممن هم في بلاد الاغتراب من أبناء جلدتنا، والذين ينظرون الى صورنا بصفاء اكثر فيطرحون الاسئلة، وهم يحزمون حقائب العودة الى الخارج ،وتظل اسئلتهم تلاحقنا وهم يرصدون عناوين الاخبار في الصحف ليقروا اخبار الوطن السعيد في شهر واحد فقط ويمرون على تفاصيلها بضحكات ساخرة تحمل مرارة التراجيديا و دون إجابات شافية. ويقولون لنا وهم يرصدون التناقضات الكثيرة ومنها انه في الوقت الذي تعاني فيه موازنة المملكة من عجز يفوق الـ600 مليون دينار، ومديونية عامة بحدود 7.48 بليون، استلم الوزراء الحاليين والخارجين من التعديل في الحكومة الحالية الزيادة المجزية على رواتبهم والمقدرة بـ1500 دينار نهاية الشهر الحالي. لتصل رواتبهم الى 3000 دنيار. في نفس الوقت كانت زيادة عمال المياومة في وزارة الزراعة والاشغال هي دنيار وثمانين قرش شهريا رغم قيامهم بعشرين اعتصام اضافة أنة مع واحتجاج الطبقات المعدمة على عدم شمولهم في العشرة دنانير دعم الكاز ، وحركت زيادة الوزراء اقرأنهم من الوزراء السابقين لبنظروا باستغراب ودهشة إلى هذه لخطوة التي اقتصرت على وزراء دون سواهم. هذا كله في الوقت الذي أصبح فيه أصحاب العقود من المدراء والمستشارين في وزاراتهم وموسئساتهم يتقاضون رواتب تقاعدية وامتيازات مختلفة تتجاوز سبعة وثمانية ألاف شهريا وهذا أكثر من رواتب وزرائهم. وبينما يستشهدوا أبناء جلدتنا المغتربين في مقولة وزير التنمية السياسية الأسبق محمد العوران،" أن كل شيء بات متوقعاً في الأردن" و يقارنوا صورتين متناقضتين انه في صندوق المعونة الوطنية على دوار الداخلية تجمع مئات المواطنين من المحافظات يبحثون عن معونة عاجلة بقيمة عشرين دينار وأكثر وفي نفس الوقت تجمع الآلاف لتقدم لوظيفة مراسل وسائق في الصندوق والمطلوب اثنين فقط. فانة كان في نفس الوقت في الفندق المقابل الفخم على بعد أمتار من الصندوق موتمر نخبوي حول تحقيق الرفاهية للحيوانات في الأردن،عبر ورشة عمل متخصصة من توفير الملاذ الآمن، والسماح بالتزاوج، وتوفير وسائل نقل مريحة وظروف مناسبة، وتوفير الغذاء والشراب. واستعرضت الورشة التشريعات الأوروبية الخاصة بالرفاه الحيواني، وتطبيق التجارب على الحيوانات الحية، والتعرف على أنماط الممارسات الإنسانية في التعامل. ويؤكد المغتربون ان الدنيا غير الدنيا في الوطن وان زوايا الانقلابات القيمية كانت في السنوات الاخيرة، اكثر من مئة وثمانين درجة، كل شيء تغير فعلا على الناس وقد سيطر البرود والجفاف على منظومة العلاقات الاجتماعية ،وسادة لغة المصالح والمادية والعنف والتوتر ، وأصبح مواطنين يأخذون القانون بيدهم فاغلق مواطنين شوارع حيوية نافذة في الطفيلة واربد والبتراء منذ سنوات لانها تقع في أرضيهم بواسطة براميل وقواطع حديدية . والمفاوضات مستمرة لإعادة فتح الشوارع وإعادتها الى الوضع الطبيعي ،وتمكين المواطنين من استخدامها وقالوا لقد وجد مواطنين أنفسهم لتشابه الأسماء قدبيعت أراضيهم واخزون كانوا أموات في السجلات الرسمية إحياء في الواقع، وقالوا ا سمعنا ان شباب يرغبون في تأسيس جمعية للمثيلين ويوكدوا وجود دعم أوروبي امريكى. ويقول المغتربين ان الحزن في عيون المواطنين في الشوارع والساحات كبير وواضح في العيون ، وسط ذلك اصبح القلق والتوتر والخوف هو عنوان الحياة في صور مختلفة . وقد أكدوا لنا نحن الغارقين في خضمها نحاول الخروج من وحل الحياة اننا لا نشاهد مأساوية أوضاعنا الا في مرآة الآخرين . ويوكدوا ان الأصدقاء والأقارب لايلتقطون أنفاس للوقوف على حيثيتها ، فمن عمل الى عمل ، من طلوع النهار الى أخر الليل والجميع يركض وراء أشباح الاستهلاك ولتغطية المصاريف الكبيرة ، العلاقات الاجتماعية تقلصت الالة الحاسبة تجمع العائلات كل نهاية شهر والموظفين يستدينون من بداية الشهر وسط غياب العادات والتقاليد وظهور شوائب وتراكمات سلبية لم يألفها المواطن الاردني من قبل . وتساءلوا مالذي يجرى وقالوا مع احتلال عمان المرتبة الـ 70 عالميا والاولى عربيا في الغلاء فان المنصب الوزاري لم يعد مغرياً، لكثير من الشخصيات والكفاءات ممن تمت مفاتحتهم من قبل الرئيس بدخول الوزارة في التعديل خاصة. لتدني راتبه، مقارنة مع رواتبهم في مؤسسات وشركات القطاع الخاص التي تتجاوز الـ5 آلاف دينار شهريا، وهو رقم لا يقارن براتب الوزير، ولا ينسجم مع الأعباء الموكولة إليه ولا غرابة لان كيلو العدس أغلى من ثمن نصف دجاجة مشوية وقد وصل ثمنه 2,500 ولا يحتاج قياس التذمر من الأوضاع المعيشية والاقتصادية بالأردن الكثير من مقاييس الرأي لاسيما مع شيوع حالة عامة تعبر عن استيائها من موجات الغلاء وارتفاع فكان التنفيس في الجرائم البشعة والنصب والاحتيال واهمها من ظاهرة جرائم الشرف التي يذهب ضحيتها سنويا فتيات كثر غالبا ما اكتشف الطب الشرعي بأنهن عذراوات. وتشير آخر إحصائية رسمية صادرة إلى مقتل ( 17) فتاة لها واطلع العائدين الى الغربة على تقارير أن 62% من الأردنيين يرون أن أوضاعهم ازدادت سوءا، مقارنة بـ41% أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها المملكة غير مسبوقة بكافة المقاييس ، فقد أوضح نحو 50% من قادة الرأي العام أن أوضاعهم ساءت مقابل 22% أكدوا تحسن أوضاع أسرهم المعيشية بينما في ظل الفقر فان إن 49% من قادة الرأي في الوسط الإعلامي خضعوا لأنماط من الاحتواء الناعم بينما أفاد 70% من الصحفيين والإعلاميين وبدرجة كبيرة ومتوسطة بحسب الدراسة، أن الحكومات تلجأ إلى هذا النوع من الاحتواء بأنماط مختلفة إلى جانب وجود جهات أخرى غير حكومية تستخدم هذا الأسلوب بينهم رجال أعمال، شخصيات نافذة، نواب وأعيان، أحزاب سياسية، أجهزة أمنية، وجهاء عشائر، ومؤسسات مجتمع مدني. في نفس الوقت فان حزب لا يملك هاتفا ولا مقرا، يطالب بتشكيل الحكومة الأردنية الجديدة للإنقاذ الوطني، ويترافق ذلك مع دراسة حديثة أعدها أحد رؤساء الجامعات السابقين حالة "الفقر الجامعي" هذه حيث هناك نحو 1000 عضو هيئة تدريس تركوا جامعاتهم بسبب تردي رواتبهم سواء بالاستقالة أو عن طريق الاعارة الى الدول الأخرى, ويرى مسئولو التعليم العالي الأردني في "غرفة الانعاش" وربما يحتاج الى شعوذة وسحر وتلقت وزارة التعليم العالي كتب استغاثة من جامعات "الحسين بن طلال والطفيلية التقنية ومؤتة" طلبت خلالها جامعة الطفيلة بمبلغ 2.5 مليون دينار لانقاذ الوضع ساهمت الوزارة بـ 850 الفا, ولجامعة الحسين بن طلال 500 الف, ولجامعة مؤتة 1.2 مليون فقط وقالوا لو تجمع كل خبراء التعليم والسحرة في العالم لانقاذ التعليم العالي في الأردن من أزمته التي يعيشها اليوم لما استطاعوا وتخرج دراسة بعنوان " لن ينجح طالب في مدارس الأردن في عام 2020 لن هناك مواد صعبة خاصة الرياضيات ورغم البطالة والفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية هناك 70 إلف خادمة و12ؤ إلف حارس وينفق المواطنون في الأردن فاتورة تصل إلى أكثر من مليار دينار سنويا لدفع فواتير ثلاثة ملايين جهاز خلوي على الأقل ناهيك عن شراء الأجهزة الجديدة وتبديلها مرة سنويا لدى نسبة كبيرة من المواطنين، وفي نفس الوقت ينفق الأردنيون 350 مليون دينار سنويا على مستلزمات التدخين و ويقول المغتربون في بلاد الثلج والضباب ان المواطنين من رواد المواصلات العامة يلزمهم فحص عند الطبيب كل شهر ليكشف عن الأضرار التي لحقت بالمنطقة العلوية من الرأس نتيجة اصطدامها بسقف الباص أو التاكسي بعد ارتياده احدى القمم النافرةوالوقوف المفاحىء وان كنت تملك سيارة ستعبر مئات المطبات من اجل تغير القطع باستمرارأو صنوبر صات وقالوا في نهاية جلسة الوداع في ليلة حزن وشجن معهم إن وضع الأردن يدعوا للحيرة بل تجعل الحليم حيران وقالوا اننا نسأل ماذا بعد خاصة والجميع يسألنا من الاهل والأقارب والأصدقاء لماذا عدنا ويستفسرون وكيف يحصلوا على الجنسية والفيزا والهجرة وبعد من من يجيب الذي يجرى ؟
الأحد يونيو 28, 2009 2:08 pm
